أكد رئيس جامعة دبي، الدكتور عيسى البستكي، أن مستقبل التعليم في دولة الإمارات يتجه نحو نموذج مفتوح «بلا جدران» ولا قيود زمنية، قائم على التعلم الذاتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، بحيث يتمكن الطالب من التعلم من أي مكان وفي أي وقت عبر «وكيل ذكي» يرافقه ويقيس تطوره بشكل مستمر.

وقال البستكي إن الجامعات لم تعد تُقاس بجودة التدريس فقط، بل بقدرتها على تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية من خلال شركات ناشئة وبراءات اختراع ومشروعات ابتكارية تدعم الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في الابتكار لكنها تحتاج إلى تسريع التحويل التجاري للأبحاث.

وكشف عن مفهوم «الجامعة الرشيقة» التي تركّز على التميز النوعي بدلاً من التوسع الكمي، وتربط البحث العلمي مباشرة بسوق العمل. وأوضح أن خارطة الأبحاث المثالية تقوم على: 50% أبحاث أساسية، 30% تطبيقية، و 20% تجاريةتصنع براءات وشركات مبتكرة.

وأشار إلى أن جامعة دبي طوّرت برامجها الأكاديمية لتواكب التحولات التقنية، عبر تخصصات في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتحليل البيانات والتمويل التقني، إضافة إلى ماجستير إدارة الأعمال عن بُعد المعتمد رسمياً.

وشدد البستكي على تبنّي ثقافة التعلّم مدى الحياة، مع توظيف «الاعتمادات الدقيقة» Micro-Credentials كأداة لإعادة التمهين ورفع المهارات بسرعة ومرونة، واقترح نموذج «ظلّ الموظف» لدمج الخبرات الواقعية في تجربة الطالب المهنية.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي سيبقى أداة مساعدة للإنسان لا بديلاً عنه، موضحاً أن دور الأستاذ يتحول من ناقل للمعلومات إلى مصمم لتجارب تعلم ومرشد أخلاقي وفكري، وأن التعليم يتجه لأن يصبح شخصياً وذاتياً بالكامل، تدعمه أنظمة ذكية ترشد الطالب وتتابع تقدمه.

وفي ما يتعلق بالتصنيفات العالمية، أبدى البستكي تحفظه على النماذج التي تجمع بين الاستشارة والتقييم، داعياً إلى إطار عربي موحّد للتصنيف الجامعي يرتكز على الأثر التعليمي والاقتصادي للجامعات ليحقق عدالة أكبر وشفافية أوسع.